فدهشت بين جماله وجلاله *** وغدا لسان الحال عني مخبرا
..يرتقى القلب بإنسانيته إلي ذروة الكمال حين يدرك أن الله عز وجل قد ميزه عن الحيوان....
وجعل فيه استعداد للسمو بروحه والتحرر من أسر الشهوات وعبودية الغرائز.
فنستغل هذه الأيام القليلات لنتعيش بقلوبنا ...كل المعاني العذاب
تصوم قلوبنا حين نعلم يقينا أن رمضان مدرسة لتهذيب النفس والإنقياد للمولى بالطاعة فهانحن نبتعد عن الطعام بالرغم من حاجتنا الفطرية له لان الله امرنا ...
فنتعلم...
أن تركنا للمعاصي التي حرمت علينا وليست من الأمور الفطرية هو.... أولى وأسهل .
عندما يصوم القلب ...يعيش حياة المراقبة لله جل جلاله في كل شؤونه ...
فلا يحتاج لرقيب من الخلق ...لا مدير ولا وكيل ..ولا أب يراقب ..ولا كائن من كان
ليسلك مسالك الرشاد بل هو مستقيم الذات.. حي الضمير عاش مع رمضان معنى التقوى والتورع حتى عن شم البخور ...
حين يصوم القلب يتعلق بالله جلا جلاله ويتجه إليه في عبادته وسؤال ...يستشعر قربه وعلمه واطلاعه.
نعيش لحظات رمضان السريعات أحبتي بقلوبنا نتلمس الأنس به والغاية من الوجود...
نعيش هدف الوصول للجنة...والشوق للقاء الله الرؤوف
حين يصوم القلب ... يربي الذات على النزاهة والعلو في كل شأن ...فينظف القلب ويصوم عن الاحقاد والاحساد ..فلا يخوض في الأعراض ولا يصخب ويهرب من كل سيء قول. وإلي هذا يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "من لم يدع قول الزور, والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري .
يصوم قلبي وقلبك ...حين نحيا لله ...
نختم القرآن تدبر بالقلب وعيشا حقيقيا مع معانية ..لا نطقا بقلب غارقا في ملاهيه
ندعو ونبتهل ونسأل ونلح ونعلق الأمال والرجاء كله عليه لانه مالنا سواه ...سؤاله عز وسؤال سواه قمة الذل.
ومن هنا فإن المسلم الحق يتخذ من الصيام وسيلة لتطهير نفسه وتزكيتها, فإن من يغفل عن حقيقة الصيام, ولا يفطن إلي حكمته, لا يعود صيامه عليه بثمرة, ولا ينال منه إلا التعب.
فلنقل: رمضان مختلف هذه المرة سيصوم ((قلبي ..وسأحلق في العلى))** ,